الملك الظالم والأستاذ
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الملك الظالم والأستاذ
يحكى أنه في قديم الزمان وفي بلاد بعيدة كان هنالك ملك ظالم طاغ على عرشه وكانت الناس تخاف من ظلمة استعبد النساء وسجن الرجال وأعم الجهل على الأطفال خشيَت أن يتعلموا وينقلبوا ضده كان يسفك الدماء ويستبيح الأموال ولكن بأسلوب غريب جداَ حيث كانت الابتسامة لا تفارق وجهه وتراه إنسانا ذو مظهر بريء وجميل سار للناظرين خداع وماكر في الداخل , وفي يوم من ذات الأيام جاء من أقصى الشرق أستاذ إلى تلك البلاد فوصل الخبر إلى الملك فأمر بإحضاره للقصر فرحب به اشد الترحيب واستضافة بقصره الكبير وأقام حفلة عشاء على شرفة وأمام الحشد الكبير نظر الملك إلى الأستاذ وقال له نحن من عاداتنا أن لا نسأل ضيفنا إلا بعد ثلاثة أيام ولكن الفضول سيطر علي فهل لي أن أسألك عن سبب قدومك إلى بلادنا فوقف الأستاذ وألقى التحية على الملك والحضور وقال : سمعت بأنه لا يوجد في بلادكم مدرسة او أستاذ والأطفال يولدون ويكبرون ويموتون دون أن يتعلموا فخطر ببالي أن أقوم بتعليم الأطفال في بلدكم هذا وفي القرى المجاورة لها كي تنتشر المعرفة بين صفوف الناس وقف الملك وراح يصفق بقوة وقال بوركت يا بني والله ما فرحت بشيء قدر فرحي بفكرتك العظيمة وتابع بقولة ومتى تريد البدء في العمل فقال الأستاذ منذ الغد إن لم يكن لدى مولاي أي اعتراض فقال الملك بوركت مساعيك اليوم أنت بإستضافي كل ونم جيداَ وتعالى لمجلسي غداَ صباحاَ لتأخذ ما يعينك في عملك المبارك هذا وفي الصباح دخل الأستاذ على الملك وقدم التحية وقال له من بعد أمر مولاي أريد فقط من حضرتكم حصانا استعين به بالتنقل بين القرى المجاورة وداخل المدينة لكي استطيع إيصال العلم لأكبر عدد ممكن من الأطفال فطلب الملك من تابعة بأن يحضر للأستاذ حصانا ملكيا من احصنتة الخاصة وقال للأستاذ هذا الحصان لك وسوف تسكن عندي في القصر تخرج في الصباح برفقة الحصان وتعودوا في المساء ولكن عندي شرط صغير فقال الأستاذ أنت تأمر يا مولاي فأنت فضلت علي وغمرتني بكرمك فقال الملك استغفر الله ولكن أنت تعرف بأن الحصان من أحصنتي الخاصة وأنا جعلتك بمرتبة أولادي ولكن الحصان غالي علي وأتمنى منك أن تعتني به في الطريق وإياك وان تضربه لأنه حساس جداَ فكما تعرف فالحصان الأصيل يفهم بالكلام وليس بالضرب وإذا وصلني خبر بأنك ضربة فسوف اقطع رأسك من غير رحمة فقال الأستاذ سيكون الحصان بعيني يا مولاي فلا تقلق واخذ الحصان وسار به يتجول بين القرى ويدرس الأطفال فرح الناس بالأستاذ وبعد ثلاثة أيام استدعى الملك الأستاذ وقال له يا أستاذ اخبرني خادم الأحصنة بعد أن انتهى من تنظيف الإسطبل بأنة لاحظ بضع جروح على رقبة الحصان الذي أعطيتك إياه فهل لاحظت احد من الأولاد يقوم بضرب الحصان وأنت مشغول بتعليم إخوانهم فقال الأستاذ لا يا مولاي لم ألاحظ شيء لأن الحصان يكون بجانبي حتى وأنا أعلم الأطفال فقال الملك أتمنى أن تنتبه للحصان وان لا تنسى ما قلته لك وعاد الأستاذ ليتابع مسيرة التدريس وبعد يومين طلب الملك الأستاذ فحضر بين يديه فقال الملك له يبدو انك نسيت ما أخبرتك به وعدت لتضرب الحصان فقسماَ بالله لو لم تكن مثل أولادي لقطعت رأسك وهذا آخر تنبيه لك وفي الصباح جمع الأستاذ أمتعته وقدم في حضرة الملك وقال له استودعك بالله يا مولاي فأنا راحل فنظر الملك له نظرة حزن وقال له لماذا يا بني الم يطب لك العيش عندنا فقال له الأستاذ ونعم العيش يا مولاي لكني رأيت بأنني لا استطيع حمل مسؤولية حصان فكيف سأتحمل مسؤولية تعليم الأطفال فقال له الملك في أمان الله يا بني كم سررنا وفرحنا بك بيننا وتأملنا بك الخير فلا تنس أن تزورنا ورحل الأستاذ وبقي الجهل والملك الظالم يعثون الفساد في البلاد.
قنوان- عضو مميز
- عدد المساهمات : 47
نقاط : 80
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 18/02/2011
العمر : 32
رد: الملك الظالم والأستاذ
سلمت يمناك يا غالي على القصة رائعة جدا واسلوب اروع
جـ ـ ـ ــروح- صاحبة المنتدى
- عدد المساهمات : 406
نقاط : 863
السٌّمعَة : 13
تاريخ التسجيل : 17/02/2011
العمر : 50
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى