دموع .. في فنجآآن القهوة
صفحة 1 من اصل 1
دموع .. في فنجآآن القهوة
دموع....في فنجان القهوة!!!!
تجاوزالثمانينات من عمره....شيخ وقور... شبّ وشاب علي حب وطنه... في كل يوم .. تراه في نفس الموعد .. بعد صلاة العصر متكئا ... على عكازه الذي يروي له كل يوم حكاية..بالرغم من انحناء ظهره .. الا أنك تراه يمشي بكبرياء ... رافعا رأسه وكأنه يرقب شيئا قادم من الأفق البعيد... وما أن يصل الى الديوان الذي اعتاد أن يلقى فيه أقرانه حتى يتجمع محبوه من الشباب ... قبل الشيوخ حوله... ويأخذ مكانه ... نفس المكان الذي اعتاد الجلوس فيه ... فيتسابق الشباب على الجلوس بحانبه.. أو قريبا منه ... منهم من يتحجج ... بصب القهوة وتقديمها له... ومنهم من يحضر له ( مسندا) وسادة ليضعها خلف ظهره ... ومنهم من يقترح عليه أن يمد رجليه لكي يستريح في جلسته ... وهكذا... كان معينا لاينضب من القصص والحكايات التي تنم عن حب الوطن تارة ... وعن التعاون الذي كان يسود مجتمعنا قديما تارة أخرى... وأحيانا .. يتذكر ويقارن بين ارتفاع الأسعار في وقتنا هذا بالمقارنة مع الزمن الفائت..
فيستمتع الشباب ... بتلك القصص .. ويتدبرون الحكم التي ترمي أليها فيخرج الواحد منهم من تلك الجلسات وكأنه تناول وجبة دسمة ... أو كأنه عاد من زيارة الى مكتبة شاملة بعد أن نهل منها شتى أنواع المعرفة...
الزمان... بدايات شهر مارس 1978 للميلاد في هذا الوقت بالذات ... تزهو الأرض بخيلاء بعدما ارتدت ثوبها الأخضر الذي من به عليها الرحمن.. تتفتح الأزهار والورود الصغيرة لتنشر عطرها في كل مكان حولك..
شاب أكمل الثانوية العامة .. ولكن لم يسعفه الحظ للألتحاق بالجامعة لظروف مادية فقرر العمل داخل الخط الأخضر لكي يوفر حياة كريمة له ولعائلته ... فعسى أن يستطيع توفير بعض المال لكي يتمكن من اكمال دراسته .. فاتفق مع سائق سيارة بيجو تنقل العمال الى داخل الخط الأخضر .. على أن يوفر له عمل في أحدى المزارع هناك والتي لاتبعد عن خزاعة الا كيلو مترين أو يزيد قليلا... وفي بعض جلسات يوم السبت وهو يوم العطلة الرسمية للعمال .. كان الشاب يتحدث بشغف عن جمال المزرعة التي يعمل بها .. ويصفها وصفا دقيقا .. والرجل الشيخ يستمع باهتمام .. فأذبه ينتفض في مكانه .. ويجلس بعد أن كان متكئا على مسند من القش .. ويمسك عصاه ، ويدق بها على الأرض الخرسانية في المجلس .. ويقول للشاب : هل تستطيع أن تأخذني معك الى مكان عملك يابني .. لكي ( أشم الهواء) فقال الشاب : والله أنها لفكرة ممتازة .. ولكن ستضطر أن تنتظرنا الى أن ينتهي موعد انصرافنا من العمل .. فأجابه الشيخ حسنا .. نحن كبار السن لدينا من الصبر مايمكننا من النتظار أطول مما تتصور.. فقال الشاب : ولكن دعني غدا أستشير ( المعلم) رب العمل وأرى أن كان سيوافق أنم لا..
وفي اليوم التالي ذهب الشاب كعادته مع صديقه السائق محملا سيارته بالعمال الى المزرعة التي أعتاد أن يعمل بها هو وعماله ... وعندما حضر ( المعلم) وكان اسمه ( أبو سامي ) يهودي من أصل مصري وكان مازال يتكلم العربية باللهجة المصرية بطلاقة وكأنه قدم من مصر قبل أسبوع فقط..... بادره بقوله .. يابو سامي : ان لي عمّا كبير السن .. يريد أن يأتي معنا غدا لكي يمتع نظره بالمناظر الطبيعية الخلابة .. ويشم شوية هوا ... تسمح لي أجيبه معايا ... فأجاب أبو سامي بلهجته المصرية ( أوي .. أوي ) ده بشرّّف.. وان شاء الله يكون مبسوط.. فما أن أنتهى هذا الشاب من عمله مع عماله وعاد الى البلد ، سارع ليزف البشرى الى ذلك الشيخ بموافقة صاحب العمل على زيارته ... وطلب منه الشاب أن ينتظره بعد صلاة الفجر .. وما أن جاء الموعد المحدد حتى وصل الشاب والسائق بسيارته وأطلق لمنبهها العنان على باب منزل الشيخ ولم يدري أن ذلك الشيخ لم يداعب النوم عينيه طول الليل ... وهو يفكر في شيء .. ربما كانت هذه المزرعة التي وصفها له الشاب هي ( أرضه وأرض آبائه وأجداده" مَلَكْ") التي اغتصبها منهم الصهاينة ... فركب الشيخ بجانب السائق وانطلقت السيارة في طريقها الى معبر" صوفا " ومن ثم الى المزرعة... وخلال تلك الرحلة التي استغرقت ماستغرقته من وقت للوصول الى المزرعة ... كان عمنا الشيخ يسترجع في ذهنه كل مايعرفه عن تلك الأرض .. حتى أنه تذكر رائحة ترابها المميزة... وزقزقة عصافيرها الشجية.. فما أن وصلت السيارة للمزرعة حتى سارع بالنزول منها .. وكان أول شيء يفعله هو أن تناول بيده قبضة من تربتها ووضعها على أنفه ليشمها ... قرّب التربة الى أنفه .. وأخذ نفسا عميقا .. ثم صاح بأعلى صوته : الله أكبر هذه أرضنا ( مَلَك) ... هذه أرضي وأرض أخواني وأبي وأعمامي .. ثم أشار الى يمينه بيده قائلا: حدودها من هناااااك الى هنااااك ويدور في كافة الأتجاهات مرددا الى هناااااك موحيا باتساع رقعتها ... وتابع .. مخاطبا الشاب أرضنا يابني تزيد على ثمانمائة دونم.. ثم لمح تلة مرتفعة بعض الشيء بالقرب منه فمشى متكئا على عكازه حتى وصل اليها وارتقى عليها بقدر مايستطيع وهو يكاد أن يقع وأشار بعكازه جيرانا من الشرق عائلة فلان ... ومن الغرب عائلة فلان ومن الشمال كذلك ومن الجنوب عائلة فلان ... وعندها جاء اليهودي ( أبو سامي) وأوقف سيارته ليس ببعيد وترجل منها متجها الى العجوز .. مرحبا به قائلا ياأهلا وسهلا ياحاج ... أنت منورنا .. كيف شف شفت المزرعة ... عجبتك؟؟!! فأجابه الشيخ بكل ثقة دون أن يرد تحيته... أنت بتعرف أن هذي الأرض اللي أنت قاعد بتزرع وبتقلع فيها أرض مين ؟؟
فأجابه اليهودي : هاذي ياحاج أرض اسرائيل... فأجابه الشيخ بصوت منفعل .. اسرائيل مين ؟ يقطع اسرائيل وللي جابوها علينا ... هاذي أرضنا .... أرضي وارض اخواني وأبوي واعمامي وانتوا أجيتوا سرقتوها مننا... عندها تبسم اليهودي ... وحاول أن يهدئ من انفعال الرجل العجوز قائلا له ... طوّل بالك ياحاج ... وماتزعل ... تعالى معايا ... نجلس أنا وانت في مكان مريح ... فوصلا الى شجرة وضع تحتها كرسي خشبي يشبه الأريكة يتسع لجلوس الأثنين فجلس اليهودي قائلا للحاج ... اتفضل استريح ... ياحاج ... وأخذ اليهودي يتكلم والحاج يصمت ... ثم يتكلم الحاج واليهودي يصمت ... الى أن قال اليهودي موجها كلامه للحاج... ياحاج ... عندك مايثبت ان هذه الأرض ... أرضك يعني أوراق الأرض ... فأجاب الحاج : نعم قواشينها عندي زي ماهي ( ثمانمائة دونم ) دونم ينطح دونم ... ومسيرنا في يوم نرجع ناخذ أرضنا ولو متنا احنا مسير أولادنا وحتى أولاد أولادنا ياخذوها منكم ويطردوكم على بلادكم اللي أجيتوا منها...
عندها ... تبسم اليهودي قائلا : طيب ياحاج أيش رايك .. لو اتجيب لي القواشين اللي بتقول عليها وتاخذ حق الأرض ... فلوس قد ما أنت عايز ... ان شاء الله تطلب ملايين .. سوف أحضرها لك من الحكومة بس تعطيني القواشين... فأجاب الحاج : فشرتوا ... خللي فلوسكوا معاكوا ... (أرضنا ياخواجة .. ماتتقدر بفلوس .. أرضنا ياخواجة دفعنا ضريبتها آلاف النفوس)
عندها ... استأذن اليهودي من الحاج لكي يذهب ليراقب سير العمل وبقي الحاج تحت الشجرة على المقعد الخشبي ... يستمع الى زقزقة العصافير وهديل اليمام الذي حط على الشجرة المجاورة وكأنه يرحب بقدوم الشيخ... ولسان حال الشيخ يقول:
أُلامُ على هوى أرضي وإني = أحس لحبها في القلب حرق
سأفخر فيك ياصحراء(مَلَكٍ) = كما افتخرت بغوطتها دمشق
الى أن حان موعد العودة ... وعاد الشيخ الذي لم يشأ الا أن يزور الشق ( الديوان) قبل الذهاب الى بيته وكان الوقت قبيل المغرب ... فأخذ يروي قصة رحلته للموجودين ... وقُدم له فنجان القهوة فأخذ يرتشف القهوة بعد أن اختلطت بدموعة التي سقطت في الفنجان من شدة تأثره وهو يصف للموجودين أرضه التي زارها اليوم... وبعدها بفترة ليست بالطويلة ... مرض الحاج ... وانتقل الى رحمة الله تعالى ... حاملا معه حبه لأرضه... رحم الله الحاج وأسكنه فسيح جناته.
تجاوزالثمانينات من عمره....شيخ وقور... شبّ وشاب علي حب وطنه... في كل يوم .. تراه في نفس الموعد .. بعد صلاة العصر متكئا ... على عكازه الذي يروي له كل يوم حكاية..بالرغم من انحناء ظهره .. الا أنك تراه يمشي بكبرياء ... رافعا رأسه وكأنه يرقب شيئا قادم من الأفق البعيد... وما أن يصل الى الديوان الذي اعتاد أن يلقى فيه أقرانه حتى يتجمع محبوه من الشباب ... قبل الشيوخ حوله... ويأخذ مكانه ... نفس المكان الذي اعتاد الجلوس فيه ... فيتسابق الشباب على الجلوس بحانبه.. أو قريبا منه ... منهم من يتحجج ... بصب القهوة وتقديمها له... ومنهم من يحضر له ( مسندا) وسادة ليضعها خلف ظهره ... ومنهم من يقترح عليه أن يمد رجليه لكي يستريح في جلسته ... وهكذا... كان معينا لاينضب من القصص والحكايات التي تنم عن حب الوطن تارة ... وعن التعاون الذي كان يسود مجتمعنا قديما تارة أخرى... وأحيانا .. يتذكر ويقارن بين ارتفاع الأسعار في وقتنا هذا بالمقارنة مع الزمن الفائت..
فيستمتع الشباب ... بتلك القصص .. ويتدبرون الحكم التي ترمي أليها فيخرج الواحد منهم من تلك الجلسات وكأنه تناول وجبة دسمة ... أو كأنه عاد من زيارة الى مكتبة شاملة بعد أن نهل منها شتى أنواع المعرفة...
الزمان... بدايات شهر مارس 1978 للميلاد في هذا الوقت بالذات ... تزهو الأرض بخيلاء بعدما ارتدت ثوبها الأخضر الذي من به عليها الرحمن.. تتفتح الأزهار والورود الصغيرة لتنشر عطرها في كل مكان حولك..
شاب أكمل الثانوية العامة .. ولكن لم يسعفه الحظ للألتحاق بالجامعة لظروف مادية فقرر العمل داخل الخط الأخضر لكي يوفر حياة كريمة له ولعائلته ... فعسى أن يستطيع توفير بعض المال لكي يتمكن من اكمال دراسته .. فاتفق مع سائق سيارة بيجو تنقل العمال الى داخل الخط الأخضر .. على أن يوفر له عمل في أحدى المزارع هناك والتي لاتبعد عن خزاعة الا كيلو مترين أو يزيد قليلا... وفي بعض جلسات يوم السبت وهو يوم العطلة الرسمية للعمال .. كان الشاب يتحدث بشغف عن جمال المزرعة التي يعمل بها .. ويصفها وصفا دقيقا .. والرجل الشيخ يستمع باهتمام .. فأذبه ينتفض في مكانه .. ويجلس بعد أن كان متكئا على مسند من القش .. ويمسك عصاه ، ويدق بها على الأرض الخرسانية في المجلس .. ويقول للشاب : هل تستطيع أن تأخذني معك الى مكان عملك يابني .. لكي ( أشم الهواء) فقال الشاب : والله أنها لفكرة ممتازة .. ولكن ستضطر أن تنتظرنا الى أن ينتهي موعد انصرافنا من العمل .. فأجابه الشيخ حسنا .. نحن كبار السن لدينا من الصبر مايمكننا من النتظار أطول مما تتصور.. فقال الشاب : ولكن دعني غدا أستشير ( المعلم) رب العمل وأرى أن كان سيوافق أنم لا..
وفي اليوم التالي ذهب الشاب كعادته مع صديقه السائق محملا سيارته بالعمال الى المزرعة التي أعتاد أن يعمل بها هو وعماله ... وعندما حضر ( المعلم) وكان اسمه ( أبو سامي ) يهودي من أصل مصري وكان مازال يتكلم العربية باللهجة المصرية بطلاقة وكأنه قدم من مصر قبل أسبوع فقط..... بادره بقوله .. يابو سامي : ان لي عمّا كبير السن .. يريد أن يأتي معنا غدا لكي يمتع نظره بالمناظر الطبيعية الخلابة .. ويشم شوية هوا ... تسمح لي أجيبه معايا ... فأجاب أبو سامي بلهجته المصرية ( أوي .. أوي ) ده بشرّّف.. وان شاء الله يكون مبسوط.. فما أن أنتهى هذا الشاب من عمله مع عماله وعاد الى البلد ، سارع ليزف البشرى الى ذلك الشيخ بموافقة صاحب العمل على زيارته ... وطلب منه الشاب أن ينتظره بعد صلاة الفجر .. وما أن جاء الموعد المحدد حتى وصل الشاب والسائق بسيارته وأطلق لمنبهها العنان على باب منزل الشيخ ولم يدري أن ذلك الشيخ لم يداعب النوم عينيه طول الليل ... وهو يفكر في شيء .. ربما كانت هذه المزرعة التي وصفها له الشاب هي ( أرضه وأرض آبائه وأجداده" مَلَكْ") التي اغتصبها منهم الصهاينة ... فركب الشيخ بجانب السائق وانطلقت السيارة في طريقها الى معبر" صوفا " ومن ثم الى المزرعة... وخلال تلك الرحلة التي استغرقت ماستغرقته من وقت للوصول الى المزرعة ... كان عمنا الشيخ يسترجع في ذهنه كل مايعرفه عن تلك الأرض .. حتى أنه تذكر رائحة ترابها المميزة... وزقزقة عصافيرها الشجية.. فما أن وصلت السيارة للمزرعة حتى سارع بالنزول منها .. وكان أول شيء يفعله هو أن تناول بيده قبضة من تربتها ووضعها على أنفه ليشمها ... قرّب التربة الى أنفه .. وأخذ نفسا عميقا .. ثم صاح بأعلى صوته : الله أكبر هذه أرضنا ( مَلَك) ... هذه أرضي وأرض أخواني وأبي وأعمامي .. ثم أشار الى يمينه بيده قائلا: حدودها من هناااااك الى هنااااك ويدور في كافة الأتجاهات مرددا الى هناااااك موحيا باتساع رقعتها ... وتابع .. مخاطبا الشاب أرضنا يابني تزيد على ثمانمائة دونم.. ثم لمح تلة مرتفعة بعض الشيء بالقرب منه فمشى متكئا على عكازه حتى وصل اليها وارتقى عليها بقدر مايستطيع وهو يكاد أن يقع وأشار بعكازه جيرانا من الشرق عائلة فلان ... ومن الغرب عائلة فلان ومن الشمال كذلك ومن الجنوب عائلة فلان ... وعندها جاء اليهودي ( أبو سامي) وأوقف سيارته ليس ببعيد وترجل منها متجها الى العجوز .. مرحبا به قائلا ياأهلا وسهلا ياحاج ... أنت منورنا .. كيف شف شفت المزرعة ... عجبتك؟؟!! فأجابه الشيخ بكل ثقة دون أن يرد تحيته... أنت بتعرف أن هذي الأرض اللي أنت قاعد بتزرع وبتقلع فيها أرض مين ؟؟
فأجابه اليهودي : هاذي ياحاج أرض اسرائيل... فأجابه الشيخ بصوت منفعل .. اسرائيل مين ؟ يقطع اسرائيل وللي جابوها علينا ... هاذي أرضنا .... أرضي وارض اخواني وأبوي واعمامي وانتوا أجيتوا سرقتوها مننا... عندها تبسم اليهودي ... وحاول أن يهدئ من انفعال الرجل العجوز قائلا له ... طوّل بالك ياحاج ... وماتزعل ... تعالى معايا ... نجلس أنا وانت في مكان مريح ... فوصلا الى شجرة وضع تحتها كرسي خشبي يشبه الأريكة يتسع لجلوس الأثنين فجلس اليهودي قائلا للحاج ... اتفضل استريح ... ياحاج ... وأخذ اليهودي يتكلم والحاج يصمت ... ثم يتكلم الحاج واليهودي يصمت ... الى أن قال اليهودي موجها كلامه للحاج... ياحاج ... عندك مايثبت ان هذه الأرض ... أرضك يعني أوراق الأرض ... فأجاب الحاج : نعم قواشينها عندي زي ماهي ( ثمانمائة دونم ) دونم ينطح دونم ... ومسيرنا في يوم نرجع ناخذ أرضنا ولو متنا احنا مسير أولادنا وحتى أولاد أولادنا ياخذوها منكم ويطردوكم على بلادكم اللي أجيتوا منها...
عندها ... تبسم اليهودي قائلا : طيب ياحاج أيش رايك .. لو اتجيب لي القواشين اللي بتقول عليها وتاخذ حق الأرض ... فلوس قد ما أنت عايز ... ان شاء الله تطلب ملايين .. سوف أحضرها لك من الحكومة بس تعطيني القواشين... فأجاب الحاج : فشرتوا ... خللي فلوسكوا معاكوا ... (أرضنا ياخواجة .. ماتتقدر بفلوس .. أرضنا ياخواجة دفعنا ضريبتها آلاف النفوس)
عندها ... استأذن اليهودي من الحاج لكي يذهب ليراقب سير العمل وبقي الحاج تحت الشجرة على المقعد الخشبي ... يستمع الى زقزقة العصافير وهديل اليمام الذي حط على الشجرة المجاورة وكأنه يرحب بقدوم الشيخ... ولسان حال الشيخ يقول:
أُلامُ على هوى أرضي وإني = أحس لحبها في القلب حرق
سأفخر فيك ياصحراء(مَلَكٍ) = كما افتخرت بغوطتها دمشق
الى أن حان موعد العودة ... وعاد الشيخ الذي لم يشأ الا أن يزور الشق ( الديوان) قبل الذهاب الى بيته وكان الوقت قبيل المغرب ... فأخذ يروي قصة رحلته للموجودين ... وقُدم له فنجان القهوة فأخذ يرتشف القهوة بعد أن اختلطت بدموعة التي سقطت في الفنجان من شدة تأثره وهو يصف للموجودين أرضه التي زارها اليوم... وبعدها بفترة ليست بالطويلة ... مرض الحاج ... وانتقل الى رحمة الله تعالى ... حاملا معه حبه لأرضه... رحم الله الحاج وأسكنه فسيح جناته.
غروري فآق الخيآل- عضو مميز
- عدد المساهمات : 55
نقاط : 135
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 01/09/2011
مواضيع مماثلة
» الافراط في تناول القهوة
» ماا صعب ان تبكى بلا دموع
» مااصعب ان تبكى بلا دموع
» مااصعب ان تبكى بلا دموع
» مااصعب ان تبكى بلا دموع
» ماا صعب ان تبكى بلا دموع
» مااصعب ان تبكى بلا دموع
» مااصعب ان تبكى بلا دموع
» مااصعب ان تبكى بلا دموع
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى