روح بين جناحين
صفحة 1 من اصل 1
روح بين جناحين
فتحت باب منزلي في الصباح الباكر, لأذهب لعملي, وفتحت صندوق البريد..حملت الرسائل , ولكن واحدة لها طابع غريب, فهي البحر الوديع الذي يداعب الأطفال ويهديهم قلائده التي حبكها لهم مع أصدافه كذكرى بريئة.
أو الهائج بالليل يثير الرعب بنفوس ربابنة بحاره, ويدخل إعصاراً بين أمواجه ليسمعهم معزوفة الموت .
أو كالثري الذي أسكن محبوبته قصره العاجي الذي يخطف الأنظار نحو وميض جومانته.
أغمضت عيناي ومر أمامي طيف شفاف, لم أستطع تحديد ملامحه, قال" لك ثلاث دعوات مستجابات".
قلت" يارب أريد أن اكون فراشة".
وفي اليوم التالي فتحت عيناي وأنا أمسك بكرة من حبات الطلع, كم هي كبيرة بالنسبة لي!!
تراجعت قليلاً وتسندت على إحدى بتلاتها..ثم تراجعت أكثر و أوشكت على السقوط..صرخت.." لا لا أنقذوني" الحمد لله..تعلقت على غصنها.
سمعتني إحدى الفراشاتمع رفيقاتها وأنطلقت منهن ضحكات ساخرة.
قالت إحداهن: انظري لأول مرة أرى فراشة لا تستطيع الطيران.
الأخرى: انظري إلى جناحك المحاط بهالات من الألوان القرمزية الساحرة.
إحدى الفراشات: حركيها قليلاً.
وطرت في الجو وقلت في نفسي: كم أن جميلة وأستطيع الطيران حيث أشاء.
وعندما حان وقت الغروب جلست الفراشات مكتوفات الأيدي, قلت: ماذا تنتظرن؟
قالت واحدة: نحن مدعوات لحفل رائع.
قلت من يقيمه؟
- إذا ذهبنا سوف ترين ذلك.
نحن بطبيعتنا لا نرى الدنيا بوضوح, وإذا اقتربنا من شعاع يأخذ ابصارنا وقلوبنا إليه.
اقتربنا قليلاً فإذا بشرذمة من البشر ينصبون جماجم يخرج من جوفها لهيب مخيف, وحوله مجموعة من الهياكل المنصوبة لبشر حقيقين!! هؤلاء يعاقرون شرب الدماء في طقوس شيطانية.
قال زعيهم: هيا اسجدوا للشطيان!!
قلت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم, إنهم عبدة الشيطان..
انظر إلى رفيقاتي ..نادتني واحدة.
- هيا نلتف حول الشعاع الدافئ.
- كم هو جذاب!
انجذبت لكلامهن وتهافتنا حول النار المحرقة.
وفي وضح النهاررأيت من حولي أصبح رماد يطير من نفحة هواء.
وفي اليوم التالي دعوت الله أن أكون حمامة بيضاء..أنطلقت روحي من جديد في جوف حمامة, وماإن طرت في السماء و أرى بؤساء مشردين..ثكلى ,,أيتام..جرحى وقتلى..صراخ وبكاء..
إنها رحى الحرب تدير تروسها المسننة فتخترق شفافية الأرواح وتعتصر رمق الحياة من أفواه أطفالها لتسقيهم مرارة الحرمان..
لوحت بجناحي رفرفت لهم تحيات السلام ..نظرت إلي العيون الملتهبة بشغف..تتمنى لو كانت طيراً مثلي وبعد ذلك..
نادني رجل بيده رسالة تحملل بثناياها شعراً رقيقاً بات الليالي يناشد القمر يشكو له حبه المتيم..همس في أذني كلمات.زيدلني على ملاذها وأشار بيده" خلف أفق القرية" يبعد عنها قرابة ثلاث ليال..
أستودعني الله.. مر يوم ونصف وعند مغيب الشمس انقطعت انفاسي ..ارتحت على شجرة..لمحت من بعيد عين ماء.. الحمد لله وما إن ارتويت من عطشي ابصر الصياد.
- الحمد لله كنت اتضور جوعاً..يالها من حمامة شهية..
ثمة شيء لم يبصره..إنها الرسالة..تضرجت بدمائي..واختفى سرها معي..
وفي اليوم التالي..
نادنس منادي من السماء قال: هذه آخر دعوة مستجابة لك"
دعوت الله من خالص قلبي أن أكون صقراً حاد الطرف ..عالي الشأن. يتحدى الصعاب...بعيد عن الدنايا..عالي في حياته ومماته..
غروري فآق الخيآل- عضو مميز
- عدد المساهمات : 55
نقاط : 135
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 01/09/2011
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى